150 ألفًا يشاركون في قداس البابا ليو الرابع عشر ببيروت وسط دعوات للوحدة والسلام
شهدت العاصمة اللبنانية بيروت حضورًا لافتًا مع مشاركة نحو 150 ألف شخص في القداس الذي ترأسه بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفرنسية. ويأتي القداس ضمن اليوم الثاني لزيارة البابا إلى لبنان، والتي تحمل رسائل واضحة حول تعزيز السلام وترسيخ قيم المصالحة في الشرق الأوسط.
وخلال لقاء موسع عُقد في وسط بيروت، أكد البابا أن الوحدة والشراكة والمصالحة والسلام "أمر ممكن" في الشرق الأوسط، رغم ما يشهده من صراعات متشابكة تُثير القلق والإحباط لدى العالم. وشارك في اللقاء أكثر من 300 شخصية دينية من مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية، وتخللته ثماني كلمات لرؤساء الطوائف، إضافة إلى فقرات إنشادية قدمتها جوقات "سيستاما بيروت ترنّم"، ودار الأيتام الإسلامية، ومؤسسة الإمام الصدر.
وأقيمت الفعالية داخل خيمة أُنشئت خصيصًا لهذا الحدث، وتضم مسرحًا دائري التصميم في رمز إلى "وحدة العائلة الروحية". واستُهل البرنامج بكلمة ترحيبية لبطريرك السريان الكاثوليك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، تبعها ترتيل للإنجيل وفق الطقس البيزنطي، ثم تلاوة لآيات من القرآن الكريم في مشهد يجسد التعايش بين الأديان في لبنان.
ومن جانبه، وجّه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ترحيبًا بالبابا، مؤكدًا أن لبنان "أرض الرسالة وحامل رايتها"، ومشددًا على رسالته في نشر الأمن والسلام حول العالم. وأشار دريان إلى أن النظام اللبناني يقوم على احترام خصوصية الطوائف، وأن الدستور يكفل لكل طائفة حق ممارسة شعائرها الدينية دون تمييز.
وتأتي زيارة البابا ليو الرابع عشر للبنان في وقت يشهد فيه البلد تحديات سياسية واقتصادية عميقة، ما يمنح رسائل السلام التي يحملها ثقلًا خاصًا، خصوصًا مع دعوته المتجددة إلى قيام دولة فلسطينية كحل وحيد لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، وتأكيده على أن صمود لبنان "محوري لصنع السلام العالمي".





